منتجات النحل

[size=18] الكتاب: أدوية الطبيعة السبعة الممتازة.
تاريخ النشر: 1997م.
المؤلف: د. جون هينرمان «John Heinerman»
.
معلومات الكتاب موزعة على سبعة فصول هي: العسل ومنتجات النحل، الفلفل الأحمر الحار، الثوم والبصل، الجنسنج، الكركم، الحنطة الخضراء، مضادات الأكسدة. وقد رصد المؤلف خلال هذه الفصول طبيعة هذه المواد السبعة وأهميتها للصحة. ويقول المؤلف إن سبب اختياره لهذه المقومات السبعة هو أنها معروفة لدى الإنسان منذ فجر التاريخ تقريباً. فقد كان الفراعنة يطعمون عمالهم الذين بنوا الإهرامات أطناناً من الثوم، كما كان الأباطرة الصينيون يشربون شاي الجنزنق كما نشرب نحن القهوة هذه الأيام. كما أن النحل موجود منذ الخليقة ومقوماته العلاجية غنية عن التعريف. أما الفلفل الأحمر الحار والكركم فقد عرفا عند العامة قبل الخاصة منذ أزمان بعيدة، كما أن مضادات الأكسدة وهي فيتامينات «أ» و«ج»و«هـ» فقد وجدت في أطعمة الإنسان منذ الأزل، تلك الأطعمة التي كان الإنسان يسد جوعه بها، وإن لم تتضح له خصائصها العلاجية إلا خلال القرن الحالي. والكاتب يضيف أنه اختار هذه المقومات السبعة لأنها من أفضل الأطعمة الموجودة التي يمكن أن تجعلنا نشعر بالعافية ونبدو أصغر سناً مما نحن وتطيل أعمارنا بإرادة الله سبحانه وتعالى. * الفصل الأول هبات من خلايا النحل لقد عرفت الحضارات القديمة البدائية منها والمتطورة أهمية النحل في حياة البشر. فقد ذكر النحل في التلمود والتوراة والإنجيل والقرآن، وعرف الفراعنة أهمية النحل وما ينتجه من عسل تناولوه كغذاء واستعملوه كدواء، ولم يكونوا وحدهم في ذلك فقد شاركهم الصينيون والهنود القدماء وحضارات الهلال الخصيب في ذلك ثم تبعهم الإغريق والرومان. وتشتمل هبات النحل على شمع العسل ولقاح النحل والعسل والعكبر «وهي مادة شمعية راتينجية يجنيها النحل من براعم الأشجار» وصريف العسل «غذاء الملكات». شمع العسل: تستهلك النحلة من 6 إلى 10 أرطال من العسل لكل رطل من الشمع الذي يتم إفرازه على شكل رقائق صغيرة من غدد تقع في الجزء الأسفل من بطن النحلة. والنحل يستخدم الشمع في بناء الخلايا حيث يتم تربية النحل الصغير وحفظ العسل. ويقوم مربو النحل بعد استخلاص كل العسل من الخلايا بوضعها في ماء يتم تسخينه إلى 145ْ فهرنهايت مما يؤدي إلى ذوبان الشمع وارتفاعه إلى سطح الماء، وعندما يبرد قليلاً يجمعه مربو النحل ويضعونه في قوالب ليتجمد. لقاح النحل: قبل مناقشة ماهية لقاح النحل، يجب معرفة ماهية اللقاح بشكل عام. فهناك نوعان من اللقاح هما اللقاح الريحي، أي النوع الذي تحمله الريح وتنقله بشكل عشوائي لتلقيح النباتات من أزهار وأشجار وشجيرات، وهذا النوع من اللقاح يتسبب في حدوث الحساسية عند الكثيرين. واللقاح الحشري الذي يلتصق بأجسام الحشرات مثل النحل وغيره من الحشرات ذات الأجنحة، وهو يعتمد في انتقاله إلى النباتات الأخرى على الحشرات بشكل كامل، ولا يتسبب هذا النوع في حدوث الحساسية. ولقاح النحل هو النوع الثاني من اللقاح «أي اللقاح الحشري». وهذا النوع تتم «معالجته» بواسطة النحل خلال رحلاته العديدة لجمع الرحيق واللقاح كالتالي: تقع الحشرة على الزهرة وتقوم برشاقة بكشط العناصر الذكرية التي تشبه الغبار من مآبر النبتة بفكيها وقوائمها الأمامية، وفي كل مرة يحدث ذلك يساعد البلل الذي يخرج من فم الحشرة على ترطيب غبار اللقاح. وعلى الفص الأخير من قوائم الحشرة يوجد الكثير من الزغب الذي يلتصق ببعضه مشكلاً أماكن لحفظ اللقاح حيث تقوم الحشرة بدقة شديدة برفع غبار الأزهار المتجمع ليدخل أماكن حفظه تلك. وعندما تمتلئ تلك الأماكن بالغبار الذهبي المبلل بلعاب النحلة الذي يتحول إلى حبيبات هي ما يعرف بلقاح النحل. ولم يستطع العلماء على الرغم من سعة اطلاعهم على تركيب مادة تشبه لقاح النحل في المختبرات؛ لأن ذلك يحتاج إلى لعاب النحل المليء بالإنزيمات الرائعة التي تساعد على تشكيله. العسل يقوم النحل خلال طوافه بامتصاص الرحيق من الأزهار وحفظه في أكياس العسل «الحمولة العادية من الرحيق لكل نحلة تبلغ أكثر قليلاً من جزء من ألف من الاونز» وعندما تصل النحلة إلى الخلية تفرز الرحيق من فمها إلى الخلايا السداسية الشكل، وعندها يقوم النحل العامل بإدخال الرحيق إلى جوفه، ثم يفرزه مرة أخرى من فمه لمدة حوالي 20 دقيقة، وذلك يحول الرحيق إلى عسل عن طريق تركيز السكريات والتخلص من الماء. وأزيز النحل بأجنحتها في الخلية يجعلها في حركة دائمة تعمل كمراوح يساعد على تركيز العسل وإزالة السوائل منه. ثم بعدها يقوم النحل العامل المختص بعمل الشمع بتغليف كل خلية لحين الحاجة إلى استخدام العسل في تغذية النحل. ولكي ينتج النحل رطلاً واحداً من العسل يجب أن يقطع مسافات تعادل محيط الأرض خمس مرات، وأن يجني 75.000 حمولة من الرحيق ثم يعالجه كما سبق، ويمكن للخلية النشطة من النحل أن تنتج مقدار 300 رطل من العسل في الموسم الواحد تحت الظروف المناخية المواتية. العكبر خلال تجوال النحل لجمع الرحيق واللقاح يقوم كذلك بجمع العكبر من أنواع معينة من الأشجار ونقله إلى الخلية في أكياس نقل اللقاح، والنحل عادة يجمع هذه المادة الراتينجية اللزجة من براعم بعض الأشجار ومن الإفرازات التي تسيل من جذوع بعض الأشجار الأخرى. وفي الخلية يقوم النحل بخلط المادة مع رقائق شمعية تفرزها غدد خاصة في بطن النحل العامل الخاص بالشمع، ويستخدم النحل مزيج العكبر كمادة لاصقة لسد أية ثغرات أو تشققات في الخلية، ولأن للعكبر خصائص مطهرة تستخدمه النحل لتبطين الخلايا التي تتم فيها رعاية صغار النحل. وتغليف بقايا الأعداد الذين أحياناً ما يتبقى منهم أجزاء كبيرة عند محاولتهم اقتحام الخلية فيقوم النحل العامل بتغليف تلك البقايا بالعكبر بالكامل حتى لا تلوث الخلية. غذاء الملكات يعتبر غذاء الملكات أكثر هبات الخلية إثارة للغموض، فنادراً ما تتاح الفرصة للنحل العامل لرؤية أو تذوق هذه المادة حيث يتم نقلها مباشرة من النحل العامل الطواف إلى الملكة. وغذاء الملكات سائل تخين أبيض تنتجه أجسام النحل التي مهمتها رعاية الصغار خلال هضمها للقاح النحل وهذا يفسر تركيبته الهرمونية البروتينية الغنية ورائحته الحادة. وبالنسبة للملكات يعتبر هذا الغذاء ألذ وأفضل غذاء. أما بالنسبة لأفراد النحل العاديين فهو سائل مقزز حاد الطعم ومر. للقاح النحل فوائد للحساسية في بريطانيا قام طبيب يدعى جوردن لاتو بمعالجة مرض حساسية القش بنوع خاص من العسل غير المصفى الغني بلقاح النحل، وقد قام هذا الطبيب بكتابة عدة تقارير في مجلات طبية دورية مفادها أن نوبات الحساسية قد تقلصت خلال السنة الأولى من العلاج ثم انقطعت تماماً في السنة الثانية منه. أما الدكتور ليوكونوي من مدينة دنفر في ولاية كلورادو الأمريكية فقد تخطى تجربة الطبيب السابق، وذلك بمعالجة مرضى الحساسية بلقاح النحل مباشرة. وقد كتب تقريراً مفاده أن 95% من مرضاه الذين تناولوا من 3 إلى 5 كبسولات من لقاح النحل يومياً وبانتظام لمدة عام كامل قد تخلصوا من جميع أعراض الحساسية بغض النظر عن مكان إقامتهم أو نوع الغذاء الذي كانوا يتناولونه، وقد ادعى الدكتور نفسه أن الخمسة بالمائة الباقين الذين تناولوا الكبسولات بشكل غير منتظم قد شعروا بتحسن جزئي. وللسرطان أيضاً منذ عام 1945م حاول العلماء استخدام لقاح النحل في علاج السرطان من خلال إجراء التجارب على الفئران في المعامل، وبعدها بسنوات وبالتحديد عام 1975م أعلن الدكتور بيتر هيرنوس من جامعة فينا أنه اكتشف انخفاضاً ملحوظاً في الأعراض الجانبية للعلاج بالأشعة عند المصابين بالسرطان الذين أدرج لقاح النحل ضمن وجباتهم، فقد اختفت لديهم الدوخة والتهابات المثانة وفقد الشهية وانتفاخ المعي المستقيم. كما ورد أن تناول لقاح النحل يساعد مرضى التهاب البروستاتا والمصابين بسرطان البروستاتا على التحسن بسرعة مذهلة. وقد أظهر العكبر كذلك نشاطاً مذهلاً في محاربة حالات سرطان مزمنة، حيث ورد أن أحد المصابين به بدأ يتناول من 10 إلى 15 نقطة من العكبر في قليل من الماء قبل الوجبة بنصف ساعة ثلاث مرات في اليوم. وبعد أن مضى بضعة أيام اختفى ما كان يعانيه من آلام وتقلصات ونزيف، وبعد شهر ونصف من بدء المعالجة بدأ وزن المريض يزداد بسبب التحسن الواضح في شهيته، وعادت الدماء إلى وجنتيه ومعها عادت الثقة وحب الحياة إلى نفسه وعاد الأمل يملأ نفسه في أن يشفى كليةً. وللرشح العادي أفضل علاج للرشح يكمن في هبات الخلية، فتناول كبسولتين من لقاح النحل مرتين يومياً، ومن 5 إلى 7 نقاط من العكبر تنقط على سقف الحلق مرة أو مرتين يومياً هو الحل. ولكن أفضل هبات الخلية في معالجة الرشح وأكثرها تنوعاً وانتشاراً هو العسل، فالعسل ممتاز لعلاج آلام الحلق. وصفات مختارة لآلام الحلق اخلط 4 ملاعق صغيرة من مسحوق شجر الدردار وكوبين من الماء المغلي وعصير ليمونة و2.5 ملعقة كبيرة من العسل كالتالي: يصب الماء المغلي على مسحوق شجر الدردار، وعندما يبرد يصفى ويحلى بالعسل وعصير الليمون ثم يتناول منه ملعقة أكل كل ساعة. و للتخلص من البلغم في سقف الحلق يتم غلي مقدار ملعقتي أكل من مسحوق قشر الرمان في أكواب من الماء لمدة 20 دقيقة، ثم يصفى المزيج ويحلى بمقدار 3 ملاعق أكل من العسل ويستعمل كغرغرة كلما احتاج الأمر. أما لإزالة احتقان الرئتين فيمكن تحضير شاي أعشاب من أي من الأعشاب التالية وتحليته بالعسل للتغلب على مرارته حيث يغلى حوالي نصف لتر من الماء ويضاف إليه مقدار ملعقتي أكل من حشيشة الهر «النعناع البري» أو من النعناع الفلفلي أو حشيشة السعال أو نبات الفراسيون أو المرامية أو نبات الزوفا، يحرك المزيج ويرفع من على النار ويترك لينقع لمدة 20 دقيقة ويشرب، ولزيادة مفعول هذا المشروب يضاف إليه بعد 10 دقائق من النقع مقدار ملعقتين صغيرتين من لقاح النحل أو خمس نقاط من محلول العكبر ويترك لينقع لمدة عشر دقائق ثم يصفى ويشرب ببطء. الثآليل والمسامير اللحمية للتخلص منها قم بوضع من 3 إلى 5 نقاط من العكبر على الثالول أو المسمار اللحمي مباشرة حتى تشعر أنه قد تخلله، ثم غطه برباط. وفي اليوم التالي كرر ذلك لعدة أيام حتى يختفي الثالول أو المسمار اللحمي. السعال امضغ قطعة من شمع العسل أو قطعاً صغيرة من الفاكهة المجففة أو عرق السوس المغلفة بالعسل بدلاً من استعمال حبوب السعال المليئة بالسكر، أو قم بتحضير شراب للسعال كالتالي: قشر مجموعة من فصوص الثوم وضعها في قارورة اغمرها بالتدريج بالعسل حتى تمتلئ القارورة بعد يومين ضع القارورة في مكان مشمس في المطبخ «على افريز نافذة المطبخ مثلاً» حتى تنتقل معظم نكهة الثوم إلى العسل، وتصبح فصوص الثوم شبه شفافة وعندما ترغب في التخلص من السعال اشرب مقدار ملعقة صغيرة من هذا الشراب كل عدة ساعات. واعلم أن هذا الشراب غني جداً بنكهة الثوم وفوائده، فملعقة صغيرة منه تعادل تناول عدة فصوص من الثوم. تعطل الطاقة التكاثرية بتقدم الرجل والمرأة في السن تتناقص القدرات التكاثرية لديهما ربما بسبب تقلص الغدد التناسلية وتناقص هرمونات التكاثر، ولكن تناول لقاح النحل أثبت قدرات جيدة جداً لإحياء النشاط الجنسي لدى الكبار في السن. فلقاح النحل غني بحمض الاسبارتيك، وهو من الأحماض الأمينية المهمة لعمليات بناء الجسم خصوصاً بناء الغدد التناسلية، كما أن لقاح النحل يحتوي على هرمونات السيترين والسيترويد وهرمونات محرضة لتلك الغدد. كما أن غذاء ملكات النحل قد استخدم بنجاح في إحياء القدرات للكبار في السن وذلك بزيادة أعداد الحيوانات المنوية. مشكلات الغدد الصماء لقد تم طبياً استخلاص المضادات الحيوية في لقاح النحل، ووجد أنها فعالة حقاً في القضاء السريع على أنواع معينة من الميكروبات، وبخاصة تلك المسؤولة عن الأمراض التي تصعب السيطرة عليها مثل السالمونيلا «الأنواع التيفودية». ويعتقد الأطباء أن قدرة لقاح النحل على تنظيم عمل الأمعاء تكمن في قدرته على القضاء على الكائنات الضارة التي تعيش في الأمعاء. كما وجد الأطباء أن لقاح النحل فعال في معالجة مشكلات مثل الإرهاق العام وأنواع الحساسية ومشكلات الجهاز الهضمي؛ لأن العناصر الغذائية في لقاح النحل تحرض الغدد وتقوي جهاز المناعة ليصبح أكثر قوة وقدرة على مقاومة العدوى. ومن المثير للدهشة أن لقاح النحل يساعد على اتزان عمل الجهاز الليمفاوي، وقد أظهر نتائج مفيدة في علاج مشكلات الدورة الشهرية والبروستاتا. الشيب المبكر لقد وجد أن لقاح النحل يساعد في وقف انتشار الشيب المبكر إذا تم تناوله بانتظام لفترات طويلة. زيادة الوزن يبدو عندما يتناول الفرد لقاح النحل وحده دون أن يصاحبه أي طعام آخر فإنه يعمل على تصحيح أخطاء التمثيل الغذائي التي ربما تؤدي إلى زيادة الوزن غير الصحية، فعندما تدخل السكريات المتحولة إلى الجهاز الهضمي تحدث عمليات احتراق سريعة. فالدهون سوف تحترق بمساعدة الأكسجين المنبعث منها وهذا يؤدي إلى زيادة سرعة احتراق السعرات الحرارية، وبالتالي انخفاض الوزن، وهذا التفاعل الداخلي سببه لقاح النحل. ويشكل العسل بديلاً جيداً للسكر لمن يتبع حمية غذائية. فالسكريات الطبيعية في العسل سهلة الهضم والوصول إلى الدم- وهذه الخاصية في العسل مفيدة للحمية حيث تسد حاجة الفرد لتناول السكريات وتجعله يشعر بالاكتفاء لساعات عدة. تجاعيد البشرة لقاح النحل ملطف ممتاز للبشرة حيث يوفر لها المزيد من المطاطية، فأولئك الذين يتناولون لقاح النحل بانتظام يتمتعون ببشرة أكثر شباباً وصحة، وأكثر نعومة وأقل تجاعيد من بشرات أقرانهم الذين لا يتناولون لقاح النحل. وبالإضافة إلى ذلك يعتبر العسل نفسه منعماً جيداً للبشرة، ومعيناً على الوصول إلى الجمال. لقد لاحظت زوجة أحد مربي النحل أن يد زوجها تصبح ناعمة الملمس خلال موسم جمع العسل فأخذت تستعمل العسل لدهن بشرتها مما جعلها تتحسن وتختفي التجاعيد منها.